٢٣ يونيو ٢٠٢٥م
د. جعفر أحمد خليفة
عطفاً على مقالات سابقة تحدثت عن دوافع السودان الوطنية للانتقال للطاقة المتجددة، ضرورة جماهيرية التوليد من الطاقة الشمسية،...الخ. أتناول في هذا المقال معنى أن يكون للسودان خطة وطنية للانتقال للطاقة المتجددة. أولاً، لئن كانت دوافع دول العالم للانتقال للطاقة المتجددة هي دوافع مناخية بحتة، فينبغي للسودان أن يقدر دوافعه للانتقال انطلاقاً من مصالحه الوطنية الخالصة، لاسيما أن بصمة السودان الكربونية لا تتعدى 0.05% حسب منظمة الطاقة الدولية ، وقد أشرت في مقال سابق إلى تلك الدوافع (أمن قومي، دافع اقتصادي، تنمية ريفية، المحافظة على الثروة الغابية). إدخال الثروة الغابية ضمن مفهوم الانتقال للطاقة المتجددة هو في الواقع إعادة تعريف للمفهوم العالمي للانتقال من منظور وطني. ثانياً، التأكيد على شمول الخطة الوطنية لكل جوانب الانتقال وفق المفهوم العالمي للانتقال والذي يغطي القطاعات التالية:
وضع خطة وطنية للطاقة المتجددة هو ليس موضوع يخص وزارة الطاقة وحدها، إنه موضوع كل وزارات الحكومة متضافرة. أخيراً، قد يرى بعض القراء في موضوع المقال انصرافية وترف حيث أن الهم الشاغل الآن هو هم أمني في المقام الأول. أقول: إنه من أهداف راسمي وأصحاب خطة الحرب الحقيقيين أن يصرفونا عن التفكير في مثل هذه الشؤون الاستراتيجية ويشغلونا عنها بالحرب. والتخطيط في هذا الاتجاه لا يحتاج لمال يصرف وليبقى المال للهم الأمني. وضع السياسات والخطط لا يحتاج منا سوى رأس المال العقلي. وحسبنا ان انتقالنا إلى الطاقة المتجددة يوفر أموالاً طائلة كانت تصرف على استيراد الوقود الأحفوري. دعونا نعمل على ألا يحقق أعداء بلادنا أهدافهم بسبب سلبية بعضنا. أخيراً، هل تعلمون أن خطة الدول الأوروبية للانتقال للطاقة المتجددة تتطلب توفير كميات هائلة من المعادن التي نضبت منها مناجمهم، والتي من بينها النحاس؟ هل تعلمون أن قطاع الكهرباء ببلادنا قد فقد ما يفوق ٨٠٠ طن من النحاس سرقت وهربت خارج البلاد؟ هل تعلمون أن وجهة تلك الكميات كانت لدول الشمال البارد؟ نعم هي الحقيقة.